Thursday, January 3, 2019

اما بعد معناهافصل الخطاب جاء في لسان العرب أن فصل الخِطَاب هوأَمّا بَعْدُ يروى أن أول من قال‏ أما بعد داود النبي عليه السلام وأن ذلك فصل الخطاب الذي قال الله عز وجل‏‏وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب
)فهذا محتصر(اي مُوجَزٌ ) في علم الاخلاق(  هو ذلك العلم الّذي يتكلم عن قيمة الصفات والسلوكيات الاختيارية وضرورة وجودها عند الإنسان )الدينية( الإسلامية )وضعته لطلاب السنة الاولى الازهرية وسميته تييسر الخلاق في علم الاخلاق (بشرحي مصباح الانوار فى شرح تيسر الخلاق في العلم الخلاق) فقلت وبالله العصمة وبيده اتمام النعمة) (علم الاخلاق عبارة(هي الكلام الذي يُبَيِّنُ به ما في النفس من معان مصدر عبَرَ )عن قواعد(من القاعدة هي قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها )يعرف بها صلاح القلب (فالقلب مصدر السعادة والشقاء للإنسان )وسائر الحواس(من المعاصي) وموضوعه  الاخلاق من حيث التحلى بمحاسنها والتخلى عن عن قبائحها(التخلية والتحلية وهي من أهم مبادئ أهل السلوك الصوفية التخلية  تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها الرذيلة. التحلية هي ملؤها بالأخلاق الفاضلة وإحلالها محل الأخلاق الرذيلة بعد أن خليت منه.فالأخلاق الرذيلة مثل  الشرك والرياء، والعجب، والكبر، والبغض والحسد، والشح والبخل، والغضب، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على الآخرة، والفضولية وعدم الجد في الحياة وأما الأخلاق الفاضلة فكالتوحيد والإخلاص والصبر، والتوكل والإنابة، والتوبة، والشكر، والخوف والرجاء، وحسن الخلق في التعامل مع الناس، والشفقة عليهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ونفعهم بقدر المستطاع، وعدم تغيير قلوبهم بما ليس بلازم شرعاً كما قال تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيِّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأ نّه ولي حميم )فلا بد للإنسان أن يتعرف على الأخلاق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها فإن من لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه لا يمكنه علاجه، ولكي يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه ينبغي لـه أن يضع أسساً للتعامل معها في ثلاث محاورالإنصاف منها وعدم تبرئتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي.  ترك الانتصاف لها من الغير بأخذ الثأر لها والانتصار لها، فإنها ظلومة جهولة وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور وقال الله سبحانه تعالى ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم اتهامها دائماً، فإنه إذا لم يتهمها الإنسان أغوته وقادته إلى التهلكة، فأنت مخير في الوجهة التي ترتضيها لنفسك فإذا سرت وراءها وأطلقت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين، وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى المراتب العالية انقادت لك وراء ذلك، فهي كالطفل تماماً كما
قال الإمام شرف الدين البصيري
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
 حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فإذا عامل الإنسان نفسه على هذا النحو ملكها واستطاع توجيهها نحو الخير، فإذا دعاها إلى عبادة انقادت لـه واستسلمت، وإن دعيت إلى شر وجدت تأبياً ونفوراً عنه،أما الذي لا يعالج نفسه هذا العلاج ولا يجتهد في مجاهدتها عما تهوى وتحب، فإنه إذا دعاها إلى العبادة نفرت، وإذا رأت أنه سيحملها على طاعة من الطاعات شردت، مثل الدابة تماماً، فالدابة إما أن تكون مطيعة وإما أن تكون شروداً حروناً وكذلك النفس إذا عودها الإنسان على ترك هذه الأخلاق الذميمة كانت كالدابة المطيعة المنقادة، يحمل عليها ما شاء وتسير به حيث شاء أما إذا تعودت على هذه الأخلاق الذميمة وأرخى لها الحبل على الغارب فإنها تكون شروداً حرونا إذا احتاج إليها لم يستطع إمساكها وإذا أحست بأي حمل سيحمله عليها نفرت منه فلا بد من مراقبة هذه النفس ومتابعتها، وليختبر متى استعدادها للأوامر وانصياعها للخير باستمرار  فإن الذي إذا سمع النداء حي على الصلاة حي على الفلاح أخذه النعاس وبحث عن الوسادة نفسه ما زالت مريضة لم تنقذ له بعد، والذي ينام على فراشه إذا تعار من الليل لم يستطع أن ينتصر على نفسه فيستيقظ ويذكر الله ويتوضأ ويصلي حتى تحل عنه عقد الشيطان، نفسه ما زالت مريضة تحتاج إلى علاج، والذي لا تطاوعه نفسه إذا أراد صوم النفل أو إنفاق المال أو أراد أي عمل خير لا تطاوعه نفسه ما زالت مصابة بمرض عضال مخوف لا بد من علاجه قبل فوات الأوان، فلا بد أن يضع الإنسان نفسه في قفص الاتهام وأن يحملها على العزائم وإلا قادته هي إلى المهالك)
وثمرته صلاح القلب(اي القلب السليم )وسائر الجواس فى الدنيا, والفوز بأعلى المراتب فى الآخرة( كما قال الله تعالى يَوْمَ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وقال سعيد بن المسيب  القلب السليم  هو القلب الصحيح  وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر و  المنافق مريض

0 comments:

Powered by Blogger.

Thank's To Follow

Total Pageviews

Popular Posts